أيام متقلبة تلك التي يعيشها المخضرم الألماني توماس شاف المدرب المعمر لنادي فيردر بريمن أو "العملاق" الألماني الذي تحول فجأة لطفل صغير يرعبه أي فريق في البوندزليجا .. فقد هيبته فجأة وأصبح ينهزم برباعيات وليست أي رباعيات وإنما الرباعيات المهمة التي تعيد توظيف المنافسين فهناك من بعيد كان يرقد شالكه فاقد قواة في مؤخرة الترتيب ويرقد بجواره الأسطورة الإسبانية راؤول جونزاليس فقاد قدرته التهديفية وفجأة وبينما كان الجميع يتوقع الهزيمة للأزرق الملكي ننصدم براؤول يتألق ويدك شباك برين بثلاثية وتنتهي المباراة برباعية تاريخية وتوماس شاف يجلس على مقاعد البدلاء وكأنه يشاهد فيلماً سينمائياً غير قابل للتغيير .
خلال الأيام السابقة تحدث البعض خفية عن إقالة شاف ولكن بسبب الرصيد الكبير الذي يملكه المدرب لدى الإدارة خرج رئيس النادي ديتر فيشر ليعلنا صريحة :" نحن نثق في قدرات شاف " ، لم أقتنع حقيقة بكلام فيشر فالجميع يعرف أن شاف قضى حياته في بريمن سواء كلاعب حصد الكثير من الألقاب التاريخية للفريق فقد أنطلق في قطاع الناشئين للنادي عام 1972 ثم صعد للفريق الأول و مثله في 281 مباراة نعم كان مدافعاً ولكنه متألق حصد الدور يالألماني لموسمين و كأس المانيا لموسمين و لقب كأس الاتحاد الأوروبي كذلك ثم أعلن اعتزاله ليتدرج في تدريب قطاعات الناشئين ثم تولي مسئولية المدرب المساعد للفريق الأول ومنه لتدريب الفريق الثاني ثم الأول .
توماس يعتبر واحد من عظماء بريمن وقد يكون ذلك هو الأمر الوحيد الذي يشفع له حالياً ويجنبه الإقالة ولكن كل ذلك قد ينسكب على الأرض ويصبح بلا قيمة إذا ما صدق توقعي ... هل رفض توماس شاف رحيل أوزيل ؟ وهل كان لرحيل أوزيل السبب الأكبر على أنفراط عقد الفريق ؟ .
حينما كان موجود أوزيل كان هو المحرك الأساسي للفريق وكان يساعده في ذلك ماركو مارين .. اليوم .. ماركو مارين هو المحرك الأساسي ولكنه عاجز عن قيادة الفريق وحده ، شاهدنا منذ أيام مباراة الفريق أمام توتنهام هوتسبر بدوري أبطال أوروبا كانوا يمررون كل الكرات لمارين وكأن الفريق هو لاعب واحد والبقية مساعدين له ، هل آداء الفريق السئ ناتج من تقصير توماس شاف الذي يريد أن يثبت للإدارة خطأها ببيع أوزيل ؟
تبقى مجرد تساؤلات أتمنى أن تختفي سريعاً بعودة بريمن لموقعه الطبيعي فهو من عمالقة المانيا الحقيقيين وصاحب القاب أوروبية متعددة ولا يجوز أن يُترك ليصارع يوماً ما في مركز متأخر .